آخر الأخبار
استضافت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، وبحضور حشد من طلبة وأساتذة دار الكلمة الجامعية، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وذلك ضمن سلسة من اللقاءات التي ينظمها برنامج انتاج الأفلام بين المخرجين والعاملين في مجال الإنتاج السينمائي وطلبة البرنامج بهدف نقل تجاربهم السينمائية مع الطلبة، ورفع مستوى أداء الطلبة للنهوض بمستوى السينما في فلسطين.
وفي بداية اللقاء، رحب المنتج سائد أنضوني رئيس برنامج انتاج الأفلام بالحضور وبالمخرج، وأكد: "هذه الزيارة هي جزء من نشاطات برنامج انتاج الافلام في دار الكلمة الجامعية والتي تهدف الى خلق حالة احتكاك بين طلبة الافلام والعاملين المهنيين بهذه الصناعة، من اجل اكتساب المعرفة واخذ الالهام من نجاح المخرجين الفلسطينيين".
وقام المخرج رشيد مشهراوي، بعمل ماستر كلاس لطلبة دار الكلمة الجامعية، تحدث خلاله عن تجربته السينمائية وعن افلامه، حيث ركز على فيلمه الروائي "حتى اشعار آخر" لسنة 1993، والذي يتحدث عن يوم في حياة عائلة فلسطينية أثناء فرض نظام حظرالتجول من قبل الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة عام 1993، وعندما تتحول البيوت إلى معتقلات صغيرة ينسجم بين جدرانها نسيج من العلاقات داخل الأسرة، وتكافؤ إجتماعي داخل الحي، تنخرط عائلة "أبو راجي" في واقع تتألق فيه قيم الصمود والمقاومة، وتوقظ الأحلام المعتقلة خلف الأبواب المغلقة.
كما وتم التركيز على فيلمه الروائي "حيفا" لسنة 1996، وتتحدث قصة الفيلم حول "حيفا"، لا شيء يعنيه هنا، كل ما يعنيه هناك، في المدينة التي أطلق "حيفا" على نفسه اسمها، المدينة التي منذ أن هُجِّرَ منها عُنوَة، وهو يحلم بأشجارها المرتفعة وسمائها الزرقاء وبحرها المًطِل على روحه، هنا في مخيمات اللاجئين القابعين تحت رحمة مفاوضات وإتفاقيات عبثية حول مستقبل ضبابي، هنا في اللا حرب واللا سِلم واللا سَلام ولا إستسلام تتشابك وتتقاطع مصائر الناس، وهنا يحاول "حيفا" تسليحَهم بالحب، بالحلم وبالأمل، و بما تبقى لهم من شظايا وطن.
وقد تم عرض الفيلمين خلال شهر شباط ضمن برنامج عروض المخرجين الفلسطينيين في نادي سينما دار الكلمة، والذي سلط الضوء هذا الشهر على المخرج رشيد مشهراوي، وناقش المخرج افلامه من ناحية الكتابة والاخراج وكيفية التعامل مع الممثلين والطاقم، وركز على اهمية العمل الدؤوب وعدم الاستسلام لمن يريد ان يصبح صانع افلام، كما وتم عرض فيلمه الاخير "كتابة على الثلج" للطلبة والجمهور المحلي وتمت عملية نقاش مستفيضة للفيلم وابعاده السياسية والفنية بعد العرض.
وعبر المخرج رشيد مشهراوي عن سعادته بلقائه مع الطلبة خلال المحاضرة عن سينما رشيد مشهراوي وعن عرض إفتتاح الفيلم في دار الكلمة الجامعية، قائلاً: "أسعدني جداً عرض فيلم كتابة على الثلج في دار الكلمة الجامعية في بيت لحم بحضور طلبة الجامعة من الفنانين في مجال السينما والفنون وجمهور عظيم من أهالي المدينة العظيمة، وأسعدني أيضاً ردود فعل الجمهور ونوعية ومستوى الحوار خلال نقاش الفيلم فنياً وسينمائياً وموضوعياَ وكنت قد لمست مستوى الرفيع لدى الطلبة قبل عرض الفيلم خلال المحاضرة مع الطلاب التي سبقت العرض والتي كان موضوعها سينما رشيد مشهراوي ".
وأضاف: "وفي هذه الأجواء الفنية السينمائية لا يسعني إلا أن أشكر دار الكلمة الجامعية والقائمين عليها على إختيارهم بأن يكون شهر فبراير مخصص لتجربتي السينمائية والذي عرض خلاله افلام الروائية الأولى مثل حتى إشعار آخر وحيفا والفيلم الأخير كتابة على الثلج وأعمال وثائقية، أتمنى للجامعة والطلبة المزيد من النجاح والتفوق ومواصلة العمل على المشروع الثقافي الفلسطيني الذي يصب في بلورة وبناء هويتنا الثقافية العصية على الإحتلال".
ومن الجدير بالذكر أنه ولد المخرج رشيد مشهراوي عام 1962 لعائلة لاجئة أصلها من يافا ونشأ في مخيم الشاطئ في قطاع غزة، ولم يدرس السينما بل وصل إليها من خلال اهتمامه وتجاربه بالفن التشكيلي، أخرج فيلمه القصير الأول جواز السفر عام 1986، وفي عام 1993 هاجر إلى هولندا، وأسس مع هاني أبو أسعد شركة أفلام أيلول التي أنتجت أفلاما بالتعاون مع شركة أفلام أركوس الهولندية. وفي عام 1996 انتقل
إلى رام الله حيث أسس مركز الإنتاج والتوزيع السينمائي في محاولة لتطوير طواقم إنتاج محلية.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، والسياحة الثقافية والمستدامة، والفنون الأدائية، والتصميم الجرافيكي، والفنون المعاصرة، وإنتاج الأفلام، كما تمنح درجة الدبلوم في تخصصات الإنتاج الفيلمي الوثائقي، والدراما والأداء المسرحي، والفنون التشكيلية المعاصرة، والزجاج والخزف، وفن الصياغة، والتربية الفنية، والأداء الموسيقي، والأدلاء السياحيين الفلسطينيين، وفنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل الكلية على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.