آخر الأخبار
بأجواء مفعمة بالابداع والبهجة، وتحت شعار "القدس بعدسة فلسطينية"، وبرعاية من بنك فلسطين احتفلت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم بتسليم جوائز مسابقة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي لعام 2018، وذلك على مسرح دار الكلمة الجامعية.
وفي بداية الاحتفال رحبت عريف الحفل انجي سابا بالحضور الكرام شاكرة لهم حضورهم هذا الحفل، وقدمت شرحاً عن جائزة المصورة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي.
وقد استهل الاحتفال القس الدكتور متري الراهب مؤسس ورئيس دار الكلمة الجامعية بكلمة ترحيبية قال خلالها: لقد كانت رؤيتنا ومنذ اليوم الأول أن نطرح تخصصات فريدة ومميزة، تخصصات تتناسب مع فلسطين الحضارة، وتتلائم مع إحتياجات السوق المحلي والعالمي. واليوم يستطيع الشاب الفلسطيني أن يختار ما بين سبعة برامج بكالوريوس مميزة بالإضافة الى تسعة برامج دبلوم. من التصميم الداخلي، والتصميم الغرافيكي، الى الانتاج الفلمي، ومن الفنون التشكيلية المعاصرة الى الموسيقى والمسرح. كما واستحدثنا في هذا العام أول برنامج بكالوريوس في السياحة الثقافية المستدامة، وخلال عقد ونيف استطعنا وبعون الله أن نجعل من هذه الجامعة مدينة على جبل والأهم اننا إستطعنا أن نجمع طاقماً فلسطينياً مؤهلاً أخذ على عاتقه اعداد الجيل الجديد من شباب فلسطين الواعد وكلنا إيمان أن الأرض الفلسطينية لن يحرثها الا شبابها الأبطال.
وأضاف:"لقد إستطعنا في هذا العقد الأخير أن نعيد الإعتبار الى هذه الأيقونة الفلسطينية التي سبقت عصرها، ورفضت أن تكون المراة الفلسطينية إلا في المقدمة، تحمل عدستها وتطوف مدن فلسطين توثق الحياة قبل النكبة، وقبل أن يُشوِّه المحتل وجهها، كانت كريمة عبود رائدة سبقت عصرها، فإحترفت التصوير وعملت في استوديوهات أربع في كل من حيفا، والناصرة وبيت لحم والقدس، كان أستوديو كريمة عبود في القدس الغربية، بالقرب من حي شنلر، والذي أعلنه ترامب عاصمة لدولة الإحتلال. لذلك تشكل الصور التي التقطتها عدسة كريمة عبود تشكل برهاناً أنه كان وما زال لهذه الأرض أصحابها، وإن سكت العالم فالصور تنطق بأبلغ الكلمات. لقد أطلقنا هذه الجائزة لتخليد هذا الإرث من العطاء، وللإعتراف بهذا الفضل والإنجاز، وللإحتفال بهذه العبقرية النسوية الفلسطينية التي ناطحت السحاب".
واختتم كلمته قائلاً: " لكننا لا نريد أن نبقى أسرى الماضي على جماله، ولا أسرى التاريخ على روعته، بل أردنا أن نُمَّكِن بهذه الجائزة الجيل الواعد في فلسطين علّه يستلهم من عطاء هؤلاء العمالقة قوة للتحليق في العلاء، ووحياً للبلوغ الى قمم الجبال، ومنصة للإنطلاق الى النجومية والإبداع. وفي هذه السنة قررنا ان نفتح الجائزة للمحترفين من المصورين أيضاً كي تأخذ المكانة التي تليق بكريمة وبهذه المؤسسة، ولقد وجدت هذه الجائزة لتجمع الكل الفلسطيني، من القدس الى طولكرم، ومن غزة الى الشتات. ولقد بداءنا ولكن ما كان لهذا الإنجاز أن يكون دون راعي رئيس آمن برسالتنا وتبنى الفن رسالة وصمم أن يدعم المرأة الفلسطينية، إنه بنك فلسطين، ببرنامج فلسطينية، له كل الشكر والعرفان، والشكر موصول للأستاذة رحاب نزال التي أشرفت على كل التفاصيل المتعلقة بهذه الجائزة، وشكري الخاص للجنة المحكمين التي إختارت صاحب الصورة الأفضل، وإن أنسى فلن أنسى طاقم كلية دار الكلمة الجامعية الذي عمل من خلف الكواليس لإنجاح هذا الحفل، والشكر لجميع وسائل الاعلام التي تنقل بالصوت والصورة هذه الفعالية الفنية لجائزة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي في طبعتها الثانية، وأخيراً وليس آخراً شكري لعشرات المصورين الفلسطينيين الشباب الذين أرسلوا أعمالهم وإشتركوا بهذه المسابقة".
ومن جانبها، ذكرت الدكتورة رحاب نزال رئيسة برنامج الفنون الجميلة والمشرفة على المسابقة خلال كلمتها:" ان مسابقة هذا العام تشكل قفزة نوعية في تطور التصوير الفوتوغرافي في فلسطين، حيث ان المتسابقين في هذا العام قدموا مشاريع تصويرية كاملة مما يسهم في رفع مستوى التصوير الفوتوغرافي ومستوى استخدامة في التعبير والبحث والتوثيق. وذكرت بان الاعمال الفائزة قد جرى اختيارها من قبل لجنة من الفنانين و اخصائيي التصوير الفوتوغرافي، وضمت لجان التحكيم الاثنتين " ايميلي جاسر، رولا حلواني، سما الشيبي، شروق حرب، تانيا حبجوقة، سمر حزبون، استيفان شيحا، رؤوف حاج يحيى".
من ناحيته أشار رياض قطوش مدير فرع بنك فلسطين في مدينة بيت لحم إلى الأهمية التي اكتسبتها كريمة عبود بأنها كانت أول إمرأة فلسطينية توثق التضاريس الجغرافية والحياة الفلسطينية في وقت قلت مساهمة المرأة في ذلك الوقت في التطوير الاقتصادي والاجتماعي وغيرها من القطاعات، لتكون كريمة عبود ريادية في وقت تصعبت فيها الريادية. وقال قطوش بأن بناء المجتمع بعطائه وتطوره في مختلف المجالات، لا يمكن أن يتحقق إلا بمشاركة رئيسية للمرأة، وبمساهمة لافته قد تختلف في أشكالها، لكنها لا تختلف في جوهرها وأهدافها. مشيراُ الى بنك فلسطين بدأ تطوير برنامج متكامل لدعم المرأة الفلسطينية تحت عنوان "فلسطينية". حيث شمل البرنامج مسابقة إدارة الأعمال Mini MBA وهو برنامج تم إطلاقه من أجل تطوير مهارات الإدارة والتخطيط لدى النساء وسيدات الأعمال الفلسطينيات. مروراً بتصميم برنامج للتسهيلات الائتمانية، لتطوير حياة المرأة الفلسطينية ومساعدتها على البدء في مشروعها، وهو برامج متميز يوائم احتياجاتها وقدراتها، وصولاً الى تشجيع النساء اللواتي يرغبن في البدء بمشروعهن وتسجيله في الغرفة التجارية.
وأكد قطوش بان هذ الحفل هو جزء صغير من أجل تكريم الشباب المبدع، الذي يجب على الجميع النظر اليهم نظرة استراتيجية تنموية، فهم الثروة الحقيقية للتنمية والتطوير في كل المجالات والقطاعات، التي تتطور بشكل متسارع مع المستجدات العصرية محملين بأفكار خلاقة. فهم الذهب الذي تملكه فلسطين إذا ما تم الاستفادة من امكانياتهم واستغلالها بالشكل الصحيح.
ومن ثم قام القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية وبرفقة كل من السيد رياض قطوش مدير بنك فلسطين فرع بيت لحم ، والدكتورة رحاب نزال رئيسة برنامج الفنون الجميلة والمشرفة على المسابقة ووسط فرحة كبيرة عمت أوساط الحضور، بتسليم الشهادات للمتأهلين للمرحلة النهائية، وهم: صابرين مكركر، ألكساندرا صوفيا حنضل، باربرا عبد الرازق، علاء عطون، نهاية الحاج، رجاء بربراوي، عوض حمد، صالح زغاري، محمد عبيدالله ، محمد العزة.
ومن ثم قامت الدكتورة رحاب نزال بإعلان اسماء الفائزين الأربعة، احتلت المركز الاول الفنانة الكساندرا صوفيا حنضل ونال الفنان الشاب عوض حمد المرتبة الثانية، كما ونال كل من الفنان الشاب علاء عطون والفنانة الشابة رجاء بربراوي المرتبة الثالثة، ومن ثم قام القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية وبرفقة كل من السيد رياض قطوش مدير بنك فلسطين فرع بيت لحم ، والدكتورة رحاب نزال رئيسة برنامج الفنون الجميلة والمشرفة على المسابقة ووسط فرحة كبيرة عمت أوساط الحضور، بتتويج الفائزين الأربعة بالجوائز المادية، وبتسليم الشهادات للمتأهلين للمرحلة النهائية، وهم: صابرين مكركر، ألكساندرا صوفيا حنضل، باربرا عبد الرازق، علاء عطون، نهاية الحاج، رجاء بربراوي، عوض حمد، صالح زغاري، محمد عبيدالله ، محمد العزة.
وفي ختام الاحتفال تم افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية الفائزة بالجائزة، والذي تم اختيارهم من قبل لجنة التقييم، حيث سيتم عرض الصورة الفائزة بشكل دائم في مبنى المكتبة والوسائط المتعددة الذي تم افتتاحه في شهر ايلول من عام 2017، بجانب الصور والأعمال الفنية الفائزة في السنوات السابقة في كل من جائزة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي، وجائزة الفنان اسماعيل شموط للفن التشكيلي.
ويذكر أنه تأسست "جائزة كريمة عبود للتصوير الفوتوغرافي" عام 2016 في فلسطين بمبادرة من القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية، وذلك تكريماً للفنانة الراحلة كريمة عبود التي تعد من أوائل النساء الفلسطينيات اللواتي احترفن فن التصوير الفوتوغرافي في فلسطين في أوائل القرن العشرين.
وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، والسياحة الثقافية والمستدامة، والفنون الأدائية في الموسيقى والمسرح، والتصميم الجرافيكي، والفنون المعاصرة، وإنتاج الأفلام، كما تمنح درجة الدبلوم في تخصصات الإنتاج الفيلمي الوثائقي، والدراما والأداء المسرحي، والفنون التشكيلية المعاصرة، والزجاج والخزف، وفن الصياغة، والتربية الفنية، والأداء الموسيقي، والأدلاء السياحيين الفلسطينيين، وفنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل الكلية على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.