وضعت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة في مدينة بيت لحم، وبعد مرور الذكرى الخمسين لاحتلال الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والجولان عام 1967، اللمسات النهائية استعداداً لإنطلاق فعاليات مؤتمرها الدولي الخامس عشر بعنون "النكسة والمتغيرات في المشهد الثقافي"، المقرر عقده في دار الكلمة الجامعية في مدينة بيت لحم في الفترة الواقعة ما بين 18 حتى 20 من شهر تشرين الأول الجاري. 

وأكد القس الدكتور متري الراهب رئيس دار الكلمة الجامعية: "يركز مؤتمر هذا العام على التغيرات في المشهد الثقافي الفلسطيني  بُعيد النكسة، وهي تغيرات جذرية حلت بالمجتمع الفلسطيني وقلما تحظى بالاهتمام الكافي، وكوننا الجامعة الفلسطينية الوحيدة التي اتخذت من الفنون والثقافة مادة وأداة للتغيير المجتمعي ارتئينا أن نطرق مع مجموعة مميزة من الأكاديميين هذا الموضوع خاصة وأن المؤتمر تزامن هذا العام مع مرور خمسين عاماً على احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة". 

وسيسلط المؤتمر الضوء على إثارة حوار بين الفلسطينيين والدوليين حول قضية حرب 1967 وما يترتب عليها من آثار سياسية واجتماعية ودينية، بالإضافة الى أنه سيعيد المؤتمر النظر في هذه الفترة المحورية في التاريخ الفلسطيني من خلال نهج متعدد التخصصات بما في ذلك التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والدراسات الدينية والفنون والأدبيات الفلسطينية.

وسيشمل المؤتمر عرض اوراق اكاديمية بحثية ونقدية، ومحاضرات، وجلسات حوار أكاديمية، وعروض أفلام، حيث سيبحث المؤتمر المحاور التالية: النكسة وحقوق الانسان وتأثيراتها السياسية، والنكسة وتاثيراتها الدينية في العالم العربي، والنكسة في الفن، وشهادات عن النكسة، والنكسة في الرواية الفلسطينية، بالإضافة الى عرض فيلم عن حياة الصحفي نبيل خوري من اعداد المخرجة محاسن ناصر الدين، الى جانب عرض فيلم للفنانة والمخرجة والباحثة الفلسطينية الكسندرا حنضل. 

وسيشارك في المؤتمر نخبة واسعة من العلماء الأكاديميين والخبراء الدوليين والإقليميين والمحليين من مختلف الخلفيات والاختصاصات بما في ذلك باحثين، فنانين، ناقدين ومؤرخي، ونشطاء وضيوف من 12 دولة من مختلف انحاء العالم. 

ومن الجدير بالذكر أنه سيتم خلال المؤتمر اطلاق دليل سياحي بعنوان "بيت لحم: المركز التاريخي وأهل بيت لحم في القدس" لكاتبته غدير النجار، والذي يركز على البلدة القديمة في مدينة بيت لحم وربطها مع مدينة القدس من خلال تصميم مسارات سياحية لتعرف على الجوانب الثقافية والحضارية والتراثية والدينية.

ويذكر أن هذا المؤتمر يقام بدعم من مكتب الممثلية الفنلندية رام الله، ومؤسسة EMW، ومؤسسة CWM، ويأتي المؤتمر ضمن سلسة البرامج الأكاديمية التي تطلقها دار الكلمة الجامعية بشكل دائم، حيث تقيم سنويًا مؤتمراً عالمياً تدعو إليه مجموعة كبيرة من المختصين والباحثين من عدة دول في العالم حول موضوع معين.

وتعتبر دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة أول مؤسسة تعليم عالٍ فلسطينية، تركز تخصصاتها على الفنون الأدائية والمرئية والتراث الفلسطيني والتصميم، كما وتمنح الكلية درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي، والسياحة الثقافية والمستدامة، والفنون الأدائية، والتصميم الجرافيكي، والفنون المعاصرة، وإنتاج الأفلام، كما تمنح درجة الدبلوم في تخصصات الإنتاج الفيلمي الوثائقي، والدراما والأداء المسرحي، والفنون التشكيلية المعاصرة، والزجاج والخزف، وفن الصياغة، والتربية الفنية، والأداء الموسيقي، والأدلاء السياحيين الفلسطينيين، وفنون الطبخ وخدمة الطعام وبرنامج ضيافة الطعام المتقدمة، وتعمل الكلية على تطوير مهارات ومواهب طلابها لتخرجهم سفراء لوطنهم وثقافتهم وحضارتهم.